ما هو مختبر الابتكار وما خطوات إنشائه؟
تشكلت في الآونة الأخيرة مجموعة من فرق العمل التي تدير عدة جلسات تعتمد في عملها على منهجيات يتم فيها استخدام وسائل مبتكرة، وذلك لاستنباط أفكار جديدة وحلول واقعية لكل ما يواجه المنظمات من تحديات. لذلك دعونا من خلال هذا المقال نكتشف ما هو مختبر الابتكار وما هي خطوات إنشائه؟
ما هو مختبر الابتكار؟
يعد مختبر الابتكار نوعاً جديداً من الفضاء المادي الذي يسعى إلى خلق مجموعة من الأفكار الجديدة والعمل على تطويرها ومن ثم تنفيذها. كما يهدف لإنشاء مصادر جديدة للإيرادات أو تعزيز المصادر الحالية.
يطلق على مختبر الابتكار عدة تسميات ومنها معمل الأفكار؛ مركز الابتكار؛ مختبر الإبداع؛ مساحة التصنيع، وما إلى ذلك.
الموضوعات ذات الصلة: مهارات المخطط الاستراتيجي في عصر الرقمنة
كيفية إنشاء مختبر ابتكار ناجح
نعرض هنا خطوات إنشاء مختبر ابتكار ناجح وهي كما يلي:
1. إنشاء منظمة مسطحة مع مواهب متنوعة
أكثر ما يميز مختبر الابتكار هو أنه لا تنطبق بداخله القوة المؤسسية، فهو موجه نحو الهدف، كما يعتمد على التعاون المشترك لإيجاد حلول جديدة. وبذلك يتم التعامل مع الجميع على قدم المساواة، إضافة إلى أنه يستخدم مجموعة واسعة من الأدوات والأساليب لتجربة الحلول وتطويرها.
2. مختبر الابتكار ليس خطوة علاقات عامة جيدة
تعاون الشركة مع عملائها على سبيل المثال في تطوير منتج معين عن طريق مختبر الابتكار، يمكن أن يؤدي إلى علاقات أقوى مع العملاء، كما يرفع من صورة الابتكار للشركة، ويخلق ثقافة ابتكار حقيقية.
على الرغم من ذلك فإن إنشاء مختبر فقط كخطوة لإنشاء علاقات عامة جيدة قد يكن قراراً غير صائباً، فمع وجود أهداف غير حقيقية، لن يتم إنشاء قيمة حقيقية للمستخدمين. أي يجب استخدام استراتيجية حقيقية تتماشى مع الاحتياجات الاستراتيجية الشاملة للأعمال الأساسية للشركة.
3. وضح أهدافك وقدراتك
هناك مجموعة من الأهداف التي أدت إلى إنشاء مختبر الابتكار، وإحدى خطوات إنشائه هي تحديد الحاجة والتحديات أو الفرص الحالية التي يمكنه استغلالها.
بشكل عام يحتاج فريق مختبر الابتكار إلى وضوح الأهداف، أي إلى أن يكون واضحاً بشأن أهدافه ورسالته. لذلك من المهم بنفس القدر فهم مكان تحديد الفجوات من حيث المهارات والموارد والأساليب والقيادة وقياس الأثر.
4. تصميم هيكل الفريق بعناية
إذا قمت بتحديد أهدافك ورسالتك والمهارات والموارد، فيمكنك عندها البدء في إنشاء فريق مختبر الابتكار، وعند إنشائه ستحتاج إلى تحديد حجمه وطبيعة المهارات اللازمة. بالإضافة إلى استراتيجيات محددة للتوظيف أو لتنمية الموظفين.
5. التركيز على مهارات القيادة
يعتمد نجاح مختبر الابتكار بشكل كبير على العلاقات داخل الشركة. لذلك يتم اختيار أكثر شخص موثوق به وصاحب علاقات جيدة مع الأشخاص العاملين وكذلك مع الإدارات المختلفة في الشركة ليكون مديراً لمختبر الابتكار. كما يتم تفضيل الأشخاص ذوي الخبرة في الشركة بدلاً من الوافد الجديد عندما يتعلق الأمر باختيار قائد مختبر الابتكار.
6. تحديد النجاح والتعرف على أسباب الفشل
أحياناً قد يكافح مختبر الابتكار ضد الفشل، لذا يجب أن يبني القائد بعض العمليات التي تسمح لمختبر الابتكار بالانفتاح خاصة عندما لا تسير الأمور وفق الخطة المحددة. وبالتالي يحتاج الفريق إلى التوقف عن الأساليب التي لا تجدي نفعاً، والتركيز على الأفكار التي تعمل بشكل أكبر.
الموضوعات ذات الصلة: تحليل وتصحيح إدارة مؤشرات الأداء
ما هي العوامل المؤثرة على الابتكار؟
تنقسم العوامل المؤثرة على الابتكار إلى ثلاث مجموعات مترابطة مع بعضها البعض، وهي كما يلي:
1. مجموعة من العوامل الشخصية
الابتكار لا يقتصر على الأشخاص الأذكياء فقط، بل هناك أشخاص يتميزون بحدسهم، والنظر للأمور بشكل مختلف، ودائماً ما يساعدهم ذلك على إخراج طاقاتهم الكامنة، ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات التي يواجهونها وبطرق غير مألوفة.إضافة إلى أن هناك العديد من الصفات الشخصية التي تميز المبتكرين، ومنها حبهم للاستطلاع، وإنجاز الأمور بطرق غير تقليدية، وكذلك النظر خارج الصندوق.
2. مجموعة العوامل التنظيمية
من أهم العوامل التي تؤثر على الابتكار هي العوامل التنظيمية ومنها استراتيجية المنظمة، حيث أن هناك منظمات تتبع سياسة التجديد وتشجع على الابتكار، كما قد يكون الابتكار هو السبب في ميزتها التنافسية في السوق.
لذلك يجب على المنظمات الحرص على توفير كل العوامل التي من شأنها أن تحفز الأفراد على الابتكار، كتسهيل التواصل بين العاملين وتبادل المعلومات بسهولةٍ، لزيادة كفاءتهم وتشجيعهم على الابتكار.
3. مجموعة العوامل البيئية
تلعب العوامل البيئية دوراً بارزاً في الابتكار، ومن أهم العوامل البيئية التي تؤثر على الابتكار هي العوامل الاجتماعية والثقافية والتي تبدأ من الأسرة، وكذلك المؤسسات التعليمية والثقافية، إضافة إلى العوامل السياسية.
حيث أن لكل من هذه العوامل دوراً في التأثير على الأفراد وطريقة تفكيرهم، وتحفيزهم على الإبداع. كما تساعد في نمو القدرات الابتكارية لديهم.
الموضوعات ذات الصلة: مراحل إدارة مؤشرات الأداء
كلمة أخيرة
قد يشمل الابتكار في المنظمات أي تغييرات تطرأ على الهيكل التنظيمي، أو على عملياتها الداخلية، وكذلك الاستراتيجيات الجديدة للمنظمة، بالإضافة إلى النظم الرقابية فيها.
وفي ظل الاتجاهات الإدارية الحديثة على المنظمات أن تبني منهجيات واضحة، وذلك للاهتمام بكافة أشكال الابتكار، والعمل على تهيئة المناخ الملائم للابتكار. للاطلاع على العديد من البرامج التدريبية المميزة المتاحة على موقعنا عبر الرابط التالي:
المصادر:
كاتب المقال : Israa Abo Edwan