تأثير البيئة الخارجية على الهيكل التنظيمي

تأثير البيئة الخارجية على الهيكل التنظيمي

عندما نفكر في البيئة الخارجية للمنظمة وكيف تؤثر على الإجراءات اليومية فيها، فمن المؤكد أن كل منظمة تستجيب لبيئتها الخارجية ستواجه فرصاً وتحديات فريدة من نوعها، وتحتاج المنظمات إلى ظروف عمل مختلفة للوصول إلى أهدافها الاستراتيجية، ويوفر الهيكل التنظيمي الأساس لهذه الظروف، ويأخذ صاحب العمل في الاعتبار وضع المنظمة أولاً، ويبحث في كل من البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة، فما هي البيئة الخارجية؟ وما تأثير البيئة الخارجية على الهيكل التنظيمي؟

ما هي البيئة الخارجية؟

تحتاج المنظمات إلى مراعاة جميع عوامل البيئة الخارجية الخاصة بها، وتعديل أهدافها وخططها وفقًاً لها، وهذا يضمن استمرار عمل المنظمات بسلاسة ودون انقطاع، وتتكون البيئة الخارجية من جميع العوامل أو التأثيرات الخارجية التي تؤثر على عمل المنظمة، والتي يجب عليها أن تأخذها بعين الاعتبار للحفاظ على سير عملياتها بشكل سليم.

وبعبارة أخرى فإن البيئة الخارجية هي مجموعة من العناصر والمتغيرات البيئية خارج المنظمة ذات العلاقة أو التي تؤثر على المنظمة، ويمكن أن تشترك فيها المنظمة مع منظمات أخرى داخل المجتمع بشكل عام أو في مجال العمل بشكل خاص.

ما معنى تحليل البيئة الخارجية؟

يُعرف تحليل البيئة الخارجية بأنه العملية التي يقوم بها الاستراتيجيون لمتابعة العوامل الاقتصادية، والسياسية، والجغرافية، والاجتماعية، والقانونية، والتكنولوجية، والسوقية، والتنافسية، والخاصة بالموردين، لتحديد أي فرص أو مخاطر على المنظمة.

كما تعني عملية تحليل البيئة الخارجية تحليل العوامل والمتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية وقوى المنافسة، من أجل تحديد الفرص والتهديدات في البيئة الخارجية للمنظمة، والوقوف على مصادر هذه الفرص والتهديدات من خلال تجزئتها إلى عناصر فرعية، وفهم علاقات التأثير والتأثر فيما بينها وبين المنظمة.

الموضوعات ذات الصلة: إعادة الهيكلة التنظيمية الحديثة وتصميم المنظمات

كيف تؤثر البيئة الخارجية على الهيكل التنظيمي؟

قبل الحديث عن تأثير البيئة الخارجية على الهيكل التنظيمي للمنظمة، يمكن تقسيم البيئة الخارجية إلى نوعين وهما:

  • البيئة الخارجية العامة (الكلية).
  • البيئة الخارجية الخاصة (المباشرة).

أولاً: البيئة الخارجية العامة (الكلية)

تؤثر متغيرات البيئة الخارجية على الهيكل التنظيمي للمنظمات المختلفة، وتصنف متغيرات البيئة الخارجية كالآتي:

  1. متغيرات اقتصادية: مثل معدل الفائدة، والدخل القومي، والناتج القومي الإجمالي، ومتوسط دخل الفرد، ونسبة البطالة، وطبيعة النشاط الاقتصادي السائد، والسياسات المالية للدولة (الضرائب على الدخل، والضرائب على الأرباح التجارية والصناعية، والسياسة الجمركية أو القيود المفروضة على التجارة الخارجية وغيرها).
  2. متغيرات فنية تكنولوجية: وهي الوسائل والأساليب التي يتم استخدامها في إنجاز الأعمال أو الإنتاج سواء (مادية ملموسة أو غير مادية والاختراعات الجديدة وغيرها).
  3. متغيرات اجتماعية وديموغرافية وثقافية: كالعادات والتقاليد الاجتماعية، واللغة ونسبة الأمية، ومعدلات النمو السكاني والتوزيع السكان … وغيرها.
  4. متغيرات سياسية وقانونية: مثل درجة الاستقرار السياسي، والتدخل الحكومي في مجال الأعمال، والأحزاب، والاتحادات، والنقابات، وقوانين العمل، والأجور… وغيرها.
  5. متغيرات دولية (اقتصادية وسياسية وثقافية): مثل دخول الدولة في تكتلات اقتصادية دولية أو أحلاف عسكرية أو تجمعات اقتصادية معينة وغيرها.

ثانياً: البيئة الخارجية الخاصة (المباشرة)

تؤثر عوامل البيئة الخارجية الخاصة تأثيراً مباشراً على المنظمات، وسنتناول هذه العوامل باختصار وهي على النحو الآتي:

  1. شدة المنافسة في الصناعة: هناك عدة عناصر تؤثر في تحديد شدة المنافسة في الصناعة ومنها: (نمو الصناعة، مدى عمق وتميز المنتج، والتمركز والتوازن بين المنافسين).
  2. تهديد دخول منافسين جدد: إن جدية تهديد دخول المنافسين الجدد يعتمد بالدرجة الأولى على المعوقات الموجودة في البيئة، وعلى توقعات المنافس الجديد، وردود فعل المنافسين الآخرين.

الموضوعات ذات الصلة: مهارات إعادة هيكلة الموارد البشرية

ما أهمية تحليل البيئة الخارجية على استراتيجية المنظمة؟ 

تنبع أهمية تحليل البيئة الخارجية من أهمية تحديد الفرص والمخاطر بدقة، عن طريق وضع الخطط والاستراتيجيات الفعالة والبرامج اللازمة، التي يمكن من خلالها إشباع احتياجات العملاء الحالية والمرتقبة، وجذب عملاء جدد والمحافظة عليهم وكسب ولائهم.

ما أسباب دراسة وتحليل عناصر البيئة الخارجية؟

  1. تحديد الأهداف ونطاقها سواء على مستوى الأهداف الاستراتيجية أو التشغيلية.
  2. بيان الموارد المتاحة وكيفية استفادة المنظمة منها.
  3. تحديد نطاق السوق ومجالات المعاملات المتاحة أمام المنظمة، سواء ما يتعلق بالسلع والخدمات وطرق ومنافذ التوزيع وأساليب وشروط الدفع وخصائص المنتجات المسموح بها، والقيود المفروضة على المنظمة.
  4. توضيح علاقات التأثير والتأثر بالمنظمات الأخرى.
  5. تحديد خصائص المجتمع والجماهير التي تتعامل معها المنظمة، من خلال الوقوف على أنماط القيم والعادات والتقاليد.
  6. تشخیص أنماط السلوك الإنتاجي والاستهلاكي للأفراد والمنظمات الذين يمثلون قطاعات عملاء المنظمة.

الموضوعات ذات الصلة: تطوير اللوائح الداخلية للمنظمة

ونظراً لأنه لا يمكن التحكم في عوامل البيئة الخارجية من قِبل المنظمة، فمن الضروري الاستعانة بالخبراء والمستشارين المتخصصين الذين يحللون البيئة الخارجية للمنظمات، بالإضافة إلى معاهد التدريب العربية المتخصصة في تنمية مهارات التخطيط الاستراتيجي للأفراد والمنظمات، وقد تم تصميم برنامج مهارات استشاري الهيكلة والتطوير التنظيمي ليساعدك على اكتساب المهارات الأساسية في تحليل البيئة الخارجية المؤثرة على الهيكل التنظيمي، والذي يمكنك الالتحاق به الآن من خلال الموقع الإلكتروني لمعهد مهارات التخطيط الاستراتيجي والعديد من البرامج الأخرى المميزة لعام 2023.

المصادر:

كاتب المقال : Israa Abo Edwan